مشاركتي في مجلة سيدتي
بقلم فؤاد
بن عبدالله الحمد
-
للتشاؤم
والتفاؤل في حياتنا نصيب فهل هناك أمر أو شخص تتفاءل به أو تتشاءم منه ؟
الإسلام يدعو إلى التفاؤل، وحسن الظن بالله تعالى, فقد ورد في
الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طيرة
وخيرها الفأل. قالوا: وما الفأل يا رسول الله ؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم. وفي سنن ابن ماجه ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. وفي رواية: يحب
الفال الحسن. وعليه فأنا أحاول أن أطبق هذا المبدأ النبوي في حياتي ما استطعت
إلى ذلك سبيلاً..
-
اذكر
لنا موقف أو قصة حدثت لك تشاءمت منه أو تفاءلت به ؟
حقيقة المواقف ربما تكون كثيرة ^_^ فأنا مثل كل إنسان تمر عليه
الأحداث منها الطيب ومنها الغير طيب!! إلا أن هناك بعض الأحداث تظل عالقة في
الذهن!! منها أذكر أني كنت في زيارة لأحد المؤسسات الحكومية لإنهاء معاملة – معقدة
بعض الشيء!! – وقبل أن أذهب هناك لفت نظري عبارة إيجابية وقد كانت " عندما
تغير تفكيرك فأنت تغير عالمك بأكمله ". قرأتها.. وكأن هذه العبارة قصدتني
وسبحان الله ولدت عندي شعور طيب طوال فترة انتظاري لإنهاء معاملتي وحتى أنجزت بفضل
الله تعالى في نفس اليوم وقد ظننت أنها معاملة معقدة وسوف تأخذ وقتاً أطول!
-
من
وجهة نظرك ما أكثر ما يستدعي التشاؤم عند أهل البلد ؟
سوء الظن!!! سوء الظن هو العدو اللدود للإنسان فهو يسيء الظن
بالآخرين وحتى بنفسه وقد يتطور إلى سوء ظن بالله سبحانه وتعالى.! فبغض النظر عن
الأحداث في العالم الخارجي يجب أن يكون لدينا حُسن ظن كبير فأنت وما تظنه! إن
خيراً فخيراً وإن شراً فشر!! هي معادلة حياة..
-
أذكر
مثل عن التشاؤم ؟
تمنيت أن أذكر مثال عن التفاؤل عوضاً عن التشاؤم.. ومع ذلك أذكره من
باب التحذير منه.. بعض الناس يتشاءم بالأحداث وبالأشخاص وبالأسماء وبالتصرفات...
الخ والقائمة تطول.. عجيب!! أين العقل من إنسان جعل مصيره ومصير ربما أهله بيد
الأحداث والأسماء والتصرفات وحتى الأكلات والملابس....!!! الإنسان العاقل دائم
متوكل على الله تعالى مستسلم للقضاء والقدر إن خيراً فخير وإن شراً فشر.. فالله
سبحانه وتعالى هو مقدر الأقدار وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وما أصابنا لم يكن
ليخطئنا. وكل أجل بحساب..
وهنا تجربة علمية جديدة سوف تنال إعجابكم.. وجد العلماء أن بعض التغيرات الواضحة في طريقة عمل الدماغ يمكن أن تعطي
مؤشرات تسمح بالتفريق والفصل بين الشخصية المتفائلة وتلك المتشائمة، ومن المعروف أن
العديد من الناس لهم ردود فعل مختلفة تماماً لنفس المشهد أو الحدث أو الفعل، منها السلبي
ومنها الإيجابي.
ويرى فريق علمي من جامعة ستانفورد الأمريكية، قام بدراسة حول الموضوع،
أنه يمكن التفريق بين الشخصية المتفائلة المرحة وبين تلك الحزينة المتشائمة، وغطى البحث
مجموعة من النساء المختلفات تتراوح أعمارهن بين تسعة عشر واثنين وأربعين عاماً.
وقُسمت النساء إلى قسمين وعرض العلماء على القسمين صوراً لمشاهد مفرحة،
مثل حفلات أعياد ميلاد، وصوراً أخرى كئيبة حزينة مثل أجنحة مستشفيات وما إليها، وفيما
كانت عملية عرض الصور مستمرة قام العلماء بقياس نشاط الدماغ، ولاحظ الفريق العلمي أن
المرأة المتفائلة استجابت بشكل أقوى للصور السعيدة مقارنة بالنساء القلقات المتشائمات.
والعكس كان صحيحاً أيضا، فقد لوحظ وجود نشاط غير عادي في أدمغة النساء القلقات العصابيات
عندما عرضت عليهن صور كئيبة ومحزنة.
ويقول الدكتور جون جابريلي رئيس فريق البحث: إن استجابات الدماغ للمشاهد
اعتمدت بشكل كبير على طبيعة شخصية كل امرأة منهن، إلا أن التجربة لم تبرهن بالطبع على
ما إذا كان السبب في التشاؤم أو التفاؤل هو ضعف أو قلة نشاط الدماغ، أو أنه مجرد عرض
أو تغير فسيولوجي آخر.
لكن الدكتور جابريلي يقول إن إلقاء مزيد من الضوء على نشاطات الدماغ وطبيعته
المعمارية لاحقاً يمكن أن يكون مفيداً في معالجة أمراض نفسية مثل الكآبة، وأنه من غير
المعلوم حتى الآن ما إذا كان الموضوع متعلق بشروط جينية مسبقة، أم هي جزء من العملية
التربوية والتكيف الاجتماعي.
ولذلك فإن الدماغ يكون في حالة استقرار وراحة عندما يكون الإنسان متفائلاً،
ويؤكد علماء النفس أن استقرار عمل الدماغ مهم جداً للحفاظ على صحة الإنسان النفسية
والجسدية. وينصح العلماء بالتفاؤل كأسلوب مهم لعلاج الكثير من الأمراض النفسية. بل
هناك دراسات كثيرة تؤكد أن المتفائلين أكثر صحة من المتشائمين. وبالتالي فإن التفاؤل
يعتبر علاجاً لكثير من الأمراض المستعصية، وربما يكون من أهم الأشياء أنه في حالة التفاؤل
فإن النظام المناعي لدى الإنسان يعمل بحالة أفضل!!
وأخيراً
تأملوا معي هذا النداء الإلهي المفعم بالتفاؤل والأمل، تأملوا كيف يعلمنا القرآن الأمل
والثقة برحمة الله، وأن ندعوه في جميع حاجاتنا ومشاكلنا، وسوف يستجيب لنا، بشرط أن
يكون الدعاء صادقاً! يقول تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].
--------------
تحياتي
تعليقات
إرسال تعليق