قوة الكلمات

بقلم فؤاد بن عبدالله الحمد
معظم الناس يختار الكلمات التي يصف بها
تجربته في الحياة بطريقة لا شعورية. فنحن نستخدم كلمات نصف بها مشاعرنا بدون أن نفكر
في تأثيرها المحتمل في أنفسنا أو في الآخرين.
هذه الكلمات تُصبح جزءاً من الألفاظ الاعتيادية
التي نُدمنُ استخدامها، وهي بلا شك تُؤثرُ
في الطريقةِ التي نشعر بها نحو حياتنا.
على سبيل المثال، كثيرٌ من الناس يستخدم بصفة مستمرة
كلمات مثل:" إهانة " أو " إحباط" لوصف أي تجربة غير سارة يمّرُ
بها. حاول أن تقول لهؤلاء الناس شيئاً لا يوافقون عليه وهم على الفور يشعرون "
بالإهانة " أو " بالإحباط " ، أو ناقشهم في وجهة نظرهم وهم على الفور
يشعرون بالإهانة والإحباط. فهم قد برمجوا أنفسهم أو بُرمجوا من أن أي شيء يُعارضهم
هو مدعاة لأن يُهينهم أو يُصيبهم بالإحباط؛ لأنهم يُلحقون هذه الكلمات بأي تجربة يمرون
بها.
ولذا فمن الضروري أن تتوسع في الكلمات التي
تستخدمها لوصف حالتك المعنوية حتى تختار الكلمات التي تُولدُ الحالة النفسية التي ترغبها
والتي تستحقها.
حينما تستخدم كلمة مختلفة لتصف بها تجربة
ما غير تلك الكلمة التي تعودت أن تستعملها فإن هذا يعني أنك تُلِحق بالتجربةِ معناً
جديدا. وهذا يُماثل الضغط على زر كيميائي آخر: فأنت لا تُغير من عقلك وتفكيرك فقط،
بل تُغير حالتك العاطفية أيضاً؛ فالكلمات أدوات ذات زناد. إذا كُنت تشك في ذلك فتخيل
أحد الأشخاص وهو يُسيء إليك بكلامٍ جارح - لا قدر الله، فعلى الأرجح فإن ذلك سوف يُولدُ
فيك تغيراً عقلياً بل وجسدياً أيضا.
هذه القدرة على التحويل الفوري للمشاعر
وعلى التقليلِ من أو زيادة حدة الانفعال العاطفي أسميها " القوة التحويلية للألفاظ
والكلمات ".
حاول ببساطة أن تُعدل من الكلمات التي تعودتَ
استخدمها في وصفِ مشاعرك وأحاسيسك حتى تُغير فوراً من الطريقة التي تُفكر بها، أو تشعر
بها، أو تعيش بها فهذا هو أيسرُ السُبل – بإذن الله تعالى ــ وفي الوقت نفسه أقواها
لتغيير حياتك بسهولة تامة.
تعليقات
إرسال تعليق