عزيزة قوم

بقلم أ. مها الدوسري

مشرفة بإدارة التدريب التربوي

إلى سيدة المشاعر

إلي القلب الذي لن يتكرر

إلى أمي وكل أم.....

عاطفة الأمومة تولد قبل ولادتك،وتشاركك في النمو حتى لو بلغت من العمر عتيا، فأي خيال يصور حجم هذه العاطفة ؟!

هي أقوى العواطف، و أضخمها واشدها صمودا ، فلا تقل ولا تضمحل ولا تتلاشى ، بل تستمر في النمو، لذا هي سيدة المشاعر وهي ملكة العواطف و رأس هرمها، فالأم  تمتلك عرش القوة و تفترش التضحية قلبها، فلا تأبه ولا تكترث لكل كائن، فهي القوية التي لا تشعر بالضعف، و الغنية التي لا تشعر بالفقر، وهي العزيزة التي لا تشعر بالذل، و كلما قست الظروف على أبنائها، اشتد عودها أكثر،وكلما تبدل الحال فهي في ثبات لا تتزحزح عن مسؤوليتها مقدار أنملة ، وكلما فقد الأمل صنعته، وكلما ضاع وجدته، وكلما انحرف عن مساره عدلته، فهل هناك قوة تعادل قوة الأم؟!

كل شيء في هذه الحياة يضمحل و يضعف و يشيخ إلا عاطفتها، راسية الجذور ما دامت تحمل ثمرة فؤادها على أرض الحياة، فقلبها ميلاد و امتداد..

أيها الإنسان ابحث عن قوتك، عن مجدك، ستجده تحت أقدام أمك. ( دونك روحي يا أمي) حفظ الله أمهاتنا.

و إن ماتت فرضاها كفيل بإسعادك طوال حياتك.

وإن ماتت ستخلق في قلبك مواليد من المشاعر التي لم تعرفها من قبل.

وإن ماتت فلا الحياة حياة ولاأنت أنت.

سينكشف غطاؤك، وترى الفقد يلون كل شيء.

وإن ماتت فلا الأوردة ولا الشرايين ولا العظام هي ذاتها التي تم انعتاقها من الرحم، فالحبل السري الذي يربطكما سيبتره الموت بينكما، و ستنكسر وسيهزم جمعك، و ستكون غريبا على ذاتك، وحيدا تائها في حياتك،( فالحياة في حياتك هي أمك).

أمي فوق الظنون وفوق المجاملة

وفوق كل شيء نبيل، هي الأولى في قومي ولا شيء بعدها، هي العزيزة وأنا قومها.