آثار التكبر
بقلم د. أحمد المحمدي
للتكبر في الأرض بغير الحق آثار ضارة ، وعواقب مهلكة على الفرد أو على
المجتمع قاطبة :
أما خطورتها على الفرد فتتلخص فيما يلي :
1- الحرمان من النظر والاعتبار :
أي أن الأثر الأول الذي يتركه التكبر على الفرد : إنما هو الحرمان من
النظر والاعتبار ، ذلك أن المتكبر - بترفعه وتعاليه على عباد الله - قد اعتدى من حيث
يدرى أو لا يدرى على مقام الألوهية ، ومثل هذا لابد له من عقوبات ، وأولى هذه العقوبات
: الحرمان من النظر والاعتبار فتراه يمر على آيات الله المبثوثة في النفس وفي الكون
، وهو في إعراض تام عنها { وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون
} ، ومن حرم النظر والاعتبار ، كانت عاقبته البوار و الخسران المبين ، لأنه سيبقى مقيما
على عيوبه وأخطائه ، غارقا في أوحاله ، حتى تنتهي الحياة ، كما عقب النبي - صلى الله
عليه وسلم حين قرأ الآيات الأخيرة من سورة آل عمران { إن في خلق السموات والأرض واختلاف
الليل و النهار لآيات لأولى الألباب ... } إلى قوله سبحانك فقنا عذاب النار } عقب بقوله
:( ويل لمن قرأ هذه الآيات ثم لم يتفكر فيها )110 وقد صرح المولى - سبحانه وتعالى
- بهذا الأثر في قوله :{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ... } .
2- القلق والاضطراب النفسي :
وأما الأثر الثاني الذي يتركه التكبر على الفرد، فإنما هو القلق.!
والاضطراب النفسي ، ذلك أن المتكبر يحب - إشباعا لرغبة الترفع و التعالي
أن يحنى الناس رؤوسهم له ، وأن يكونوا دوما في ركابه ، ولأن أعزة الناس وكرامهم يأبون
ذلك ، بل ليسوا مستعدين له أصلا ، فإنه يصاب بخيبة أمل ، تكون عاقبتها القلق والاضطراب
النفسي ، هذا فضلا عن أن اشتغال هذا المتكبر بنفسه يجعله في إعراض تام عن معرفة الله
وذكره ، وذلك له عواقب أدناها في هذه الدنيا القلق و الاضطراب النفسي .
وصدق الله العظيم إذ يقول: { ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ... }
ويقول تعالى
: { ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا ... }
تعليقات
إرسال تعليق