الزوجة ووزن أدوارها

بقلم د. علي أحمد الشيخي قال أحدهم: تشاجرتُ مع زوجتي ذات ليلة - كما هي حالة أغلب البيوت - وكان ذلك لسببٍ تافهٍ جدًّا، ثم تطوَّر الخلاف بيننا إلى أن قلت لها: إن وجودَك في حياتي غير مؤثِّر، فلا نكهة للعيش معكِ أبدًا، فوجودُك وعدمه سِيَّان، فكل ما تفعلينَه من أدوار في البيت تستطيع أي خادمة أن تفعله، بل وقد تكون أفضل منكِ! فما كان منها إلا أن نظرت إليَّ باستغراب وعينٍ دامعة، وأشارت إليَّ بيدها أَنْ كفَى، ثمَّ ولَّت إلى إحدى غرفِ المنزل، وأغلقت الباب على نفسِها، ولشدة غضبي لم أكترِثْ لبكائها، ولا حتى لحالتها النفسية، فانصرفتُ أنا الآخر إلى غرفتي دون أي اهتمام لأثر كلامي على نفسيتها، واستلقيتُ على سرير نومي، وحاولتُ استجلاب النوم الذي لم يكن استدعاؤه عصيًّا، ولكون حَنقي عليها قد وصل مداه، فقد كنتُ أحدِّث نفسي في خروجها من حياتي، حتى ولو كان بالموت، وما هي إلا لحظات وأسلِّم نفسي لنوم تداعت عليَّ فيه أحلامٌ مزعجة، فرأيتُ فيما يرى النائم أن زوجتي قد تُوفِّيت وشيَّعتها إلى قبرها، فجاء الناس يُعزُّونني في وفاتها، ورغم احتفاظ ذاكرتي بسخطي عليها، إلا أنني شعرتُ بقليل من الحزن،...