المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2018

الإصلاح

صورة
بقلم أ.بدر الحسين الإصلاحُ عطرُ الإيمان، وربيعُ قلبِ الإنسان، ومنارةُ الفرحِ التي تنشرُ الأمانَ والودادَ بين القلوبِ والقلوبِ، والدروبِ والدروب... الإصلاحُ قوّةٌ عظيمة يهَبُها الله للأصفياءِ والأتقياءِ وأنقياءِ السّرائر والضّمائر فيحرّكون بصدقِ محبّتهم ونُبل نواياهم نبضَ المحبّة في مشاعرَ تصلّبت، وقلوبٍ تحجّرت،ونفوسٍ ازدحمت فيها كلّ أنواع الشّحناء والبغضاء. كما أنّ الجبالَ تثبّتُ الأرضَ، وتضمنُ توازنها واستقرارها بإذن الله فإنّ المصلحين يحققون التوازن بين النفوس والنفوس، وبين الشعوب والشعوب. إنّ الدّنيا بكلّ بهائها لتُصفّقُ للمُصلح، وتحني هامتَها احتراماً له، والنجوم بكلّ ما تحتويه من جمال لتخبو إذا ما تلألأت أنوار الفضيلة في قلوب المصلحين.. هم شعراء الحبّ، وكتبةُ المواثيق الطاهرة، وحاملو مشاعل النور في ليالي العَتَمة.. وليس غريباً... لأنّ من يسقي ضفاف القلوب الجافّة فَتُعشب وتخضرّ، ومن يَجلُو أماراتِ الغضَب من فوق الوجوه فتُشرق، لهو طَودٌ شامخ، وعالمٌ مِِصقَع، وداعيةٌ مُبدع، وإنسانٌ أصيل..

حب الوطن من الإيمان فكيف إذا الوطن هو السعودية

صورة
بقلم د. مبارك بن سعيد حمدان أجبر الرسول صلى الله عليه وسلم على الخروج من بلده مكة المكرمة بعد أن لاقى من المشركين صنوف العذاب والأذى، وخرج وهو يقول «والله إنك أحب البلاد إليّ ولو لا أن أهلك مخرجي ما خرجت» فالإنسان بطبيعته إذا ألف مكاناً في الدنيا وتأقلم معه أحبه وأصبح جزءاً من كيانه، فكيف إذا كان هذا البلد هو مكة المكرمة، والفرد عندما يرتبط بوطنه يصبح هو حبه الأول والأخير حتى وإن عاش بعيداً عنه لظروف معينة، فيظل يحن إليه مع شروق شمس كل يوم ومع كل نسمة هواء ويظل في نفسه بارقة أمل بالعودة إليه.  قال الشاعر: وحبب أوطان الرجال إليهم مرابع قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا وقد ألفته النفس حتى كأنه لها جسد إن بان غودر هالكا

الحسد ما لهُ وما عليه

صورة
تعريف الحسد:           الحسد: هو تمني زوال النعمة عن الغير. فلا حسد إلا على نعمة أنعم الله بها على إنسان. والفرق بينها وبين الغبطة أن من يغبط الآخر لا يتمنى زوال النعمة ولا يكره وجودها ودوامها، ولكن تشتهي نفسه مثلها، ويسمى ذلك منافسة مقبولة وممدوحة. والحسد حرام بكل حال إلا نعمة أصابها فاجر أو كافر وهو يستعين بها على إثارة الفتنة، وإفساد ذات البين، وإيذاء الخلق، فليس هناك ضرر في أن يكرهها الناس ويتمنوا زوالها، ليس من حيث هي نعمة بل من حيث هي آلة للفساد فحسب[1]. وقال رسول الله r : "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله علماً فهو يعمل به ويعلمه للناس"[2]. وسُئِل أحمد بن يحيى عن معنى الحديث ، فقال: "معناه لا حسد يضر إلا في اثنتين".  وقال الأزهري:" هو أن يتمنى الرجل أن يرزقه الله مالاً، ينفق منه في سبيل الخير، أو يتمنّى أن يكون حافظاً لكتاب الله فيتلوه آناء الليل وأطراف النهار".

التهيئة النفسية للطفل لاستقبال الدراسة

صورة
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد: فيبدأ العام الدراسيُّ الجديد، وتبدأ معه مشكلات الأطفال في عدم قدرتهم على التكيُّف مع وضع المدرسة؛ مما يسبِّب لهم الضغط النَّفسي والاجتماعي، وضعف مستواهم الدراسي؛ لذلك وجب تأهيل الطِّفل نفسيًّا وتربويًّا بأساليبَ مختلفة لاستقباله العام الدراسي الجديد، وهذا ما سنتناوله بإذن الله في هذا المقال.

العام الدراسي الجديد بين المعلم والمتعلم

صورة
بقلم الشيخ مثنى الزيدي الحمد لله الذي علَّمَ القرآن، خلق الإنسان، علَّمَه البيان، وأصلِّي وأسلِّم على المصطفى العدنان، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان. أما بعد: فالعام الدِّراسي بدأ، وما تكاد تَذْكُر في كلِّ عام بدايته إلاَّ وتَصِفُه بـ (الجديد)، فتقول: (العام الدراسي الجديد)؛ وهذا لِتَجدُّدِه الزَّماني في كل عام، ليس إلاَّ. ويبقى منذ صِغَرنا وإلى الآن العام الدراسيُّ جديدًا بزمنه، بسِنِينه وأعوامه، حتى أصبح اسمه الحقيقي عندي وعند أهل النَّظر: (العام الدِّراسي القديم).

التربية في عالم متغير

صورة
بقلم أ.محمد سالم إنجيه مستشار أسري ليس مجانبا للصواب القول إن فتنة الولد المُحذَّر منها في النصوص الشرعية تتحقق في هذا الزمان أكثر من ذي قبل، على نحو لا يزيدها إلا تمكنا ورسوخا؛ فأنت تجد كثيرا من الآباء اليوم مفتون بتعليم أبنائه تعليما يخدم معاشهم وليس بالضرورة معادهم، أكثر من عنايته بتربيتهم وتنمية القيم الأخلاقية في نفوسهم كما تراه مهموما بتوفير احتياجاتهم من ملبس ومأكل ومشرب، ومجاراتهم في مطالبهم، ومطاوعتهم في هواياتهم.. يقضي جل وقته شارد الذهن يتلمس معالم مستقبلهم، ابتداء من مرحلة الحضانة إلى التخصص الدراسي إلى طبيعة العمل الذي سيختارون، إلى زواجهم وهكذا؛ فيشقى من أجل ذلك أيما شقاء، وربما تعدى الحدود، وأتى بمخالفات، أو اقترف موبقات، وتحمل ما لا يستطيع الوفاء به من العقود...

أضافك فلان إلى مجموعة كذا!

صورة
بقلم د. إبراهيم عبداللطيف الأعظمي الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعدُ: فغالبًا ما أصبح المرء يُفاجأ بعبارة تأتيه على هاتفه المتحرِّك ضمن بعض التطبيقات التِّقْنِيَّة، التي يتعامل معها مكتوب فيها: "أضافك فلان إلى مجموعة كذا"، وقد جرت العادة عند الكثيرين قَبول مثل هذه الدعوة، والانضمام إلى المجموعة مباشرة لأسباب عدة، قد تكون أبرزها الحياءَ من مشرف المجموعة الذي اختارك من بين الكثيرين للانضمام إلى مجموعتهم، ومنها: الرغبة في التواصل، ومنها: صلة الرحم، والتعلم، والتعرف على أخبار العباد والبلاد.. وغيرها من الأسباب، إلا أن هذه الوسائل وبسبب التطور التقني الهائل في مجال برامج التواصل الاجتماعي اليوم - في تنافس كبير فيما بينها؛ لجذب أكبر عدد ممكن من خلال تقديم الكثير من التسهيلات والتطويرات إلى تطبيقاتها باستمرار، بحيث أصبح من الصعوبة الإفلات منها، لدرجة أنه كلما أخطأك تطبيق نهشَك الآخر! ومن هذه التطويرات والتسهيلات "المجموعات التفاعلية" التي يستطيع من خلالها مجموعة من الناس التحدث فيما بينهم عن طريق الكتابة في وقت واحد، بعد أ...